سورة المرسلات - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المرسلات)


        


{وَإِذَا الجِبَالُ نُسِفَتْ}.
ذَهَبَ بها كلِّها بسرعة، حتى لا يَبْقَى لها أَثَرٌ.
{وَإِذَا الرُّسُلُ أُقَّتَتْ لاَّيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ لِيَوْمِ الْفَصْلِ}.
أي: جَعَلَ لها وقتاُ وأَجَلاً لفَصْلِ القضاءِ يومَ القيامة.
ويقال: أُرْسِلَتْ لأوقاتٍ معلومة.
{وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ}.
على جهة التعظيم له.
{وَيْلٌ يَؤْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ}.
مضى تفسيرُ معنى الويل.
ويقال في الإشارات: فإذا نجومُ المعارف طمست بوقوع الغيبة.
{وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ} القلوبُ الساكنة بيقين الشهود حُرِّكَتْ عقوبةً على ما هَمَّتْ بالذي لا يجوز. فويلٌ يومئذٍ لأرباب الدعاوَى الباطلِة الحاصلةِ من ذوي القلوب المُطبقة الخالية من المعاني.
قوله جلّ ذكره: {أَلَمْ نُهْلِكِ الأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الأَخِرِينَ}.
الذين كذَّبوا رُسُلَهم، وجحدوا آياتنا؛ فمثلما أهلكنا الأولين كذلك نفعل بالمجرمين إذا فعلوا مثلَ فِعْلِهم.


{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} الذين لا يستوي ظاهرُهم وباطنهم في التصديق.
وهكذا كان المتقدمون من أهل الزَّلَّة والفَترة في الطريقة، والخيانة في أحكام المحبة فعُذِّبوا بالحرمان في عاجلهم، ولم يذوقوا من المعاني شيئاً.
قوله جلّ ذكره: {أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ}.
أي: حقير. وإذ قد علمتم ذلك فلِمَ لم تقيسوا أمر البعث عليه؟
ويقال: ذَكَّرَهم أصلَ خلقتم لئلا يُعْجَبوا بأحوالهم؛ فإنه لا جِنْسَ من المخلوقين والمخلوقاتِ أشدَّ دعوى من بني آدم. فمن الواجب أَنْ يَتَفَكَّرَ الإنسان في أَصلِه كان نطفةً وفي انتهائه يكون جيفة، وفي وسائط حالِه كنيفٌ في قميص!! فبالحريِّ ألاَّ يُدِلَّ ولا يفتخر:
كيف يزهو مَنْ رجيعهُ *** أَبَدَ الدهرِ ضجيعُه
فهو منه وإليه *** وأَخوه ورضيعُه
وهو يدعوه إلى الحُ *** شِّ بصغر فيطيعه
ويقال: يُذكِّرهم أصلَهم.. كيف كان كذلك ومع ذلك فقد نقلهم إلى أحسن صورة، قال تعالى: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ}، والذي يفعل ذلك قادِرٌ على أن يُرقِّيَكَ من الأحوال الخسيسة إلى تلك المنازل الشريفة.


قوله جلّ ذكره: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضِ كِفاتاً أَحْيَآءً وَأَمْوَاتاً}.
{كِفَاتاً} أي: ذات جَمْعٍ؛ فالأرض تضمهم وتجمعهم أحياءً وأمواتاً؛ فهم يعيشون على ظهرها، ويُودَعون بعد الموت في بطنها..
{وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِىَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً}.
أي: جبالاً مرتفعات، وجعلنا بها الماء سقياً لكم. يُذكِّرهم عظيم مِنَّتهِ بذلك عليهم. والإشارةُ فيه إلى عظيم مِنَّته أنَّه لم يخسف بكم الأرض- وإن عملتم ما عملتم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5